الاثنين، 6 يوليو 2015

نحو المعالي ....()





بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد
ففي طريقنا نحو المعالي لابد لنا من زادٍ يعيننا على اجتياز هذا الطريق والوصول إلى المطلوب .
وزادنا في هذا الطريق هو صدق العزيمة , وعلو الهمة , والإقبال على الله عز وجل بكل محبة وشوق وإخلاص .
ولقد حاز السلف من تلك المعاني كل فضيلة , فدفعتهم عزائمهم إلى الترقي في ساعات العبودية , والتخلي عن الكسل والفتور ودناءة الهمة , فأقبلوا على الله عز وجل بقلوب خاشعة , وتنقلوا بين منازل العبودية يضربون كل واحدة منها بسهمٍ, فهم يعلمون أنهم في ميدان سباق, وأن حياتهم هي زمن هذا السباق, فإن أضاعوا أعمارهم خسروا وإن اغتنموها فازوا وربحوا.
قال تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَة وَسَعَى لَهَا سَعْيهَا وَهُوَ مُؤْمِن فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيهمْ مَشْكُورًا } (الإسراء: 19).
فإدراك المعالي لا يتوقف فقط على الإرادة والتمني وإنما { وَسَعَى لَهَا سَعْيهَا وَهُوَ مُؤْمِن } فالإيمان والعمل الصالح قرينان لا يفترقان , أما الأماني المجردة فإنها رؤوس المفاليس . .
نحن الان مقبلون على عشر رمضان الأخيرة فيها الخيرات والأجور الكثيرة، فيها الفضائل المشهورة والخصائص العظيمة, فمن خصائصها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".وعنها –رضي الله عنها- قالت: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ".ومما يدل على فضيلة العشر أن النبي -صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله فيه للصلاة والذكر حرصاً على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة، فإنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله -عز وجل- فلا ينبغي للمؤمن العاقل أن يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله، فما هي إلا ليال معدودة ربما يدرك الإنسان فيها نفحة من نفحات المولى فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة.

وفق الله الجميع إلى مرضاته, وأعاننا جميعاً على قيام هذه الليالي إيماناً واحتساباً, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الإثنين 19.رمضان 1436هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق